شواهد

محمود الخولي يكتب: على أي جنب تنام الخرطوم !!

محمود الخولي
محمود الخولي

تصريحات إثيوبية – سودانية تزيد مشهد المفاوضات الثلاثية الغائب حول الحقوق المصرية- السودانية في مياه النيل تعقيدا وضبابية، بل وغموضا غير مبرر، حيث  تعتبر مصر نفسها المتضرر الأكبر من سد النهضة ، لتأثيره على إمدادات المياه الرئيسية في البلاد، بعدما تبادل الطرفان الإثيوبي والسوداني الغزل في خصوصية العلاقة المشتركة، بعد أشهر عدة توترات حدودية، وخلافات حول منطقة الفشقة.
الخميس الماضي اعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان ان الخرطوم واديس ابابا متفقان علي كافة القضايا المتعلقة  بالحدود  المشتركة وسد النهضة، فيما "طبطب" رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد خلال زيارة رسمية للسودان أول امس بتصريحات مخملية غزلية، قائلا : " سد النهضة لن يسبب ضرراً للسودان بل سيعود عليه بالنفع"، واتبع: " ان الغرض من زيارتي للسودان، إظهار التضامن والوقوف معه"،  مشددا في تعال ونرجسية واضحتين،عبر رسالة خبيثة المغزي، على أنه لن يقدم مقترحات جديدة وانه يثق في قدرة السودانيين على تجاوز قضاياهم بحسب تعبيره.
وإذا رجعت بالذاكرة الي منتصف أكتوبر الماضي، وتصريحات البرهان  عقب جلسة المباحثات المشتركة حول العلاقات الثنائية بين السودان وإثيوبيا، واعلان الاخير عن ما وصفه وقتها بــ عزم الجانبين، حل كل الأمور العالقة بينهما بالحوار والطرق السلمية، بما فيها الحدود وملف سد النهضة، رد عليها آبي احمد بمجاملة حريرية، خلاصتها حرص بلاده علي حسن العلاقة مع السودان، وخصوصيتها، مرحبا  بـ مقترح قيام تكامل اقتصادي بين البلدين، بحسب ما أفاد بيان صادر عن مكتبه، تداولته المواقع الاخبارية في حينه.
وبالطبع لم يفت علي  آبي احمد التركيز وقتها علي ان مشروع سد النهضة سيعود مثلا بفوائد كبيرة على الجانبين، وسيقدم نتائج إيجابية عديدة للخرطوم علي حد تعبيره.
كما هو معلوم للكافة، ان السد  يثير أزمة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، حيث تطالب مصر والسودان بجدول زمني متفق عليه قانونيا وفنيا للملء والتشغيل والتشارك حول بيانات السد.
عن حق كان الله لطيفا بالمصريين، بعدما كشف الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية المصري،منتصف يناير  في كلمته أمام مجلس النواب، إن مصر لم تتأثر بالملء الثالث لسد النهضة، بسبب فيضان كبير لم يحدث منذ 115 عاما، وهطول كميات كبيرة من الأمطار، جعلت مصر تحصل على كميات مياه لم يسبق لها مثيل، ما ادي الي عدم التأثر بما قامت به إثيوبيا من تخزين ثالث في سد النهضة. لعلك تذكر مزاعم اديس ابابا في اغسطس الماضي، بأن  مصر قوضت الجهود المبذولة،لإجراء دراسة لتقييم الاثر العابر للحدود، تلك التي أوصى بها فريق الخبراء الدوليين، وزعمت كذلك أن قيام مصر بتقييم التأثير، استنادًا لاستخدامها الحالي للمياه، يعد تحايلا لإجراء الدراسة، فهل تغير موقف الشريك السوداني الآن بوعود اثيوبية مضللة؟ وعلي ي جنب تنام الخرطوم مستقبلا؟!! 
[email protected]

ترشيحاتنا